كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة

كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة

  • كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة

اخرى قبل 1 سنة

كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة

بكر أبوبكر

ثقةُ الجماعة من أثمن ما يمكن أن يحققه الشخص في علاقاته المختلفة، في دوائرة القريبة أوالبعيدة، لأنها المدخل لأن تسير السفينة سفينة الحياة، ومنها في العمل المشترك، بشكل متزن، لا يعطبها ثغرات ولا يشوبها خلل الفقدان أو الغرق.

إن الثقة كما تقول العرب اعْتِقاد بِصِدق شخص وإخلاصه، وتمثل اليَقين، والإيمان، والرُكون والاِطْمِئنان إلى شخص أَو أمر.

تعرف الثقة أيضًا أنها: الحالة التي يكون فيها الإنسان متأكداً من كفاءة أو دقة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشئ أو فكرة أو مؤسسة أو موضوع آخر. وفي حالة الأشخاص، من الممكن أن تكون تلك الثقة نوع من التأكد  واليقين من ولاء (واخلاص وانتماء والتزام) هذا الشخص تجاه أشخاص آخرين أو قضايا معينة.

الثقة قرينُ الإيمان، فحين تؤمن بشيء فأنت تضغ ثقتك فيه أنه موجود لك حين تحتاجه يدفعك ويقوّيك ويقدم لك العون والدعم بكافة أشكاله، فما بالك كيف تكون -أو يجب أن تكون- الثقة بين أقطاب الفريق أو الجماعة أو التنظيم (المنظمة) الواحد، بكافة أدوارهم الهامة للجميع خاصة داخل الفريق مثل دور المفكّر، ودور المخطّط ودور المنسق أو المنظّم، ودور المبتكر أوالمجدّد، ودور المقيّم والناقد، ودور المنفّذ المنجز، ودور القائد، ودور حلال المشاكل.

القائد هنا واحد من جماعة، فلا قائد بلا جماعة يقودها. وقد يكون قائدًا جيدًا او قائدًا سيئًا، ونحن نريد الأول.

إذ أن القائد لا يتميز ولا يكون قائدًا إلا بمجموعة، بأناس، بأعضاء تحت مسؤوليته مهما امتلك من مزايا، أو قدرة ذاتية على إدارة المواقف والتي قد يكون منها امتلاكه قدرة قيادية.

إن لم تظهر القدرة القيادية لدى الشخص تظل ضمن القدرات الكامنة أو المتوقعة، ولا تظهر إلا مع ممارسته سلطته أو نفوذه على جماعة ما، فيكون هنا قائدًا -سواء قائد جيد أو سيء- المهم أنه يمارس سلطة أو صلاحيات ما على الجماعة لنسميه قائدًا.

أما القائد الجيد والقائد السيء فشيء آخر، إنه يرتبط بطبيعة الشخص والجماعة والقيم والأخلاق التي تحكمها لتقيّم جودة إدائه وإدارته ومسلكه وقيادته من عدمها، ومن مكوناتها الأساسية الثقة.

أنظر الى خالد بن الوليد كنموذج لقائد عسكري محنك قاد الجيوش بمعنى مارس سلطته عليها وجعلها تنفذ ما يريد بقدرته على العطاء والتحفيز والحث كما الحال مع عبدالرحمن الداخل رغم صغر سنه، وهكذا يمكنك تعداد الكثير من القادة في حضارتنا، أي الذين قاموا او يقومون بدورهم (في الجماعة) الحافز والداعم والمؤثر للعمل والمؤدي لأقصى طاقة من إنجاز الأفراد.

وكان لنا بالتاريخ المئات من القادة العظام في المجتمع أو السياسة أو العسكرأوالمنظمة (التنظيم) أو الإدارية أو غيرها من مجالات، ويمكنك القول أن هتلر كان قائدًا وستالين كان قائدًا بالطبع ولكن القيم التي استند عليها كليهما وهي قيم الغطرسة والجبروت أو العنصرية والتفوق بشكل أساسي لدى هتلرهي قيم تجعلنا نقول أنهما قائدان نعم، أي حققا ما يريدان من أهداف من خلال الجماعة بأقصى قدرة منهم، وبما يمثلونه من قدرة على التحفيز، ولكنهما برأينا من الزاوية القيمية الاخلاقية هؤلاء قادة مستبدين، وبالتالي لا نضعهم في حساب أو زمرة القادة الجيدين أو الذين نقتدي بهم.

إن الثقة بين أعضاء الجماعة أو الفريق بأدوارهم المختلفة ثمينة، والثقة برأس الفريق أو قائده أكثر أهمية لأنه مجال الاستقطاب والجذب والمرجعية للجميع وحيث يقوم بالتحفيز والحث والدعم وإخراج الأفضل من أداء الأعضاء.

لذا فإننا قد نرى من واجب الأعضاء تجاه بعضهم، بل وكافة الأشخاص في دوائرهم، تدعيم الثقة التي تنشأ بالمواقف الثابتة والمتكررة، وهي أشد أهمية من قبل الراعي أو القائد وقد تكون بالتالي:

1-الاهتمام:

الاهتمام بما يقول الآخرين وأخذه بالاعتبار، وكذلك بما يفعلون. إذ أنه عندما ينظر القائد للجماعة، لما يطرحه الأعضاء أو يعملونه بعين الاهتمام والاعتبار، وعدم التسخيف أوالتقليل من شأنه، فإن التقارب والثقة يصبحان عنوان العلاقة، فتتحول الى علاقة أكثر انفتاحًا ورحابة.

وقد علمتُ مديرًا في موقع ما لا ينصرف عن إتباع أسلوب السخرية من أداء الآخرين وأحيانًا لحد الإهانة والتعريض بهم، ورأيت من أحدهم أنه يصل الى حد إهانة الآخر بالنظر له أنه أقل قيمة منه فيسخّره لخدماته الخاصة صاغرًا، ومهددًا.

كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشارك أصحابه (لنقل ما يماثل فريقه أو جماعته بتعبيراتنا الحديثة) ما يعانونه من فقر وجوع، فإذا حلَّ الجوع بهم يكون قد مر قبلهم به، وإذا أرسل أحد إليه بصدقة، جعلها في الفقراء من أصحابه، وإن أُهْدِيت إليه هدية أصاب منها وأشركهم فيها، وكان معهم أجود بالخير من الريح المرسلة، كما وصفه بذلك عبد الله بن عباس.

يهتم القائد المهتم بالآخرين من خلال خلق بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والدعم والتقدير والاستماع كما يقول الكاتب (مايكل ستالارد) مؤلف كتاب: "ثقافة الاتصال: الميزة التنافسية للهوية المشتركة والتعاطف والتفاهم في العمل". ويضيف أنه بغض النظر عن مدى انشغال جداولهم، لأن القادة الحقيقيين يجدون الوقت لرعاية الآخرين.  لكن الأهم من ذلك أنهم يعاملون الآخرين بنفس الطريقة التي يتوقعون أن يعاملوا بها!

 

2-التعاطف مع الآخرين ومشاعرهم:

 كثيرًا ما تجد لدى الناس أوقات صعبة يحتاجون فيها للدعم مثل هزّة نفسية لموت أو استشهاد صديق أو قريب أو لخلاف ما، أولجائحة أو مرض أومصيبة ألمّت به أو اسرته، أوبالمقابل فرح أو نجاح. فكلما كان للقائد وخاصة (الجماهيري) صلة بهذه الأمور كلما كان أكثر اقترابًا. وقد تتعزز الثقة حين يأخذ بعين الاعتبار نفسية العضو في تأخره عن الاجتماع مثلًا أوفي ردة فعله العنيفة الوقتية، أو تقصيره في أداء مهمته فلا ينال العقاب أو التقريع العلني خاصة.

3-الاشادة بالأعضاء وشكرهم أومدحهم علنًا:

 من أصعب الأمور أن تكون قد حققت إنجازًا او إنجازات أو مساهمات طيبة أو نجاحات مشهودة، صغيرة أم كبيرة، ولا تجد من القائد أو المسؤول عنك الا عين الحسد مثلًا، أو التقليل من العمل، أو إهماله كليًا بعدم الاهتمام بمساهماتك أو انجازك الواضح فلا يذكره، بل وكأنه لم يكن!

ومن هؤلاء عاصرت الكثير فحين تكون في قمة العطاء ولا تحتاج الا الى قليل من الشكر أوالثناء أو الاعتراف، أو تربيتة على الكتف أو قليل من المديح تتبخر هذه الأمنيات حين اللقاء مع القائد الذي يفتقر لهذه اللمسة، فتتبخر الثقة به وتتردى لديك. وفي المقابل عاصرت أحدهم الذي كان يقدم الثناء والشكر حين يرى أي خطوة صغيرة أو كبيرة تقودك للأمام، فلتكن أنت من هذا الصنف الثاني.

ونضيف لما سبق أن علماء الإدارة والتنظيم يقولون: "المديح علنًا والعقاب بخصوصية"، وأنظر لنموذج الشكر العلني من المولى عز وجل لأحد الانبياء الكرام وهو الشكور أيضًا بدوره: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا -الإسراء3). وكانت هذه أي الإشادة العلنية من سمات القائد الخالد ياسر عرفات الى سماته الكثيرة الأخرى، كما رأيناها في الأخ القائد عباس زكي من قيادات حركة فتح، أيضًا بوضوح.

4- ذكرهم بالاسم وتقديمهم:

التقيت مع أخوين من القادة في الإطار الوطني وكان يتحدثان عن ثالث، زميل لهم، وكليهما قد بلغا من العمر عتيًا، فأشدتُ بعدد من الكادرات الشابة بالاسم لما قاموا به من إنجازات طيبة، وطلبت منهم وهم قد تجاوزا السبعين من العمر أن يذكروا هؤلاء الأخوات، والأخوة ويشيدون بهم علنًا من خلال لقاءاتهم في الاجتماعات أولقاءاتهم الفضائية أوالإذاعية ليقدموهم عمليًا ما قد يؤهل هؤلاء الشبيبة في عيون الناس ليكونوا القادة القادمين، فما كان منهما الا أن قالا: مازلنا نحن الشباب! ضاحكين بصخب!

لا تكن كقائد من هذه الفئة بل عليك الإشادة والفخر بانجازات الآخرين، وذكرهم بالإسم خاصة إن كنت قائدا لفريق (في حركة فتح مثلًا من شعبة الى منطقة الى إقليم الى اللجنة المركزية).

لننظر من فن الإشادة والذكرالعلني للآخرين لدى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة» (رواه مسلم).

5-نسب الفضل لأصحابه، فلا تسرق الآخرين:

 في سياق إعطاءالفضل لأهله فإن القائد الذي لا يتورع عن سرقة أفكار الآخرين أو انجازاتهم ونسبها له! هو قائد فاشل، أو قائد سيء، وعلى طريق الهاوية مهما كانت القوة المادية أو المعنوية والصلاحيات التي يتمتع بها عظيمة فهو قائد نعم لأنه يقود جماعة ويحقق بهم بعض الأهداف، ولكنه بالقيم والاخلاق سيء ولا يتمتع بالثقة.

ومما يقوله الفيلسوف والمفكر عبدالله بن المقفع عامة، وذو شأن عظيم إن حصل من القائد: لا تسرق أقوال الآخرين  ف"إن سمعت من صاحبك كلامًا ما أو رأيت منه رأيًا يعجبك ، فلا تنتحله (تسرقه) تزينًا به عند الناس، واكتفِ من التزين بأن تجتنى الصواب إذا سمعته ، وتنسبه إلى صاحبه، واعلم أن انتحالك ذلك مسخطة لصاحبك ، وأن فيه مع ذلك عارًا وسخفًا".

 6-التمتع بالمصداقية، والوعود:

يجب الربط بين الاقوال والافعال وعدم مخالفة الوعود حين تقطع. والقائد في موقع سلطته على الناس أو التنظيم أو الجماعة سيفتقد حسن النظر اليه ويفتقد ثقة الناس فيه حين يصبح الخداع والمناورة والمداورة على الناس هو المهارة الأساسية التي يعبر عنها فلا يرد لك طلب! وفي نفس الوقت لا ينفذ أي طلب. وحين تكرره عليه يعود لإعلان الموافقة ويترك للنسيان والزمن أن ينهياه كما ينهيان مصداقيته ويحطمان الثقة به.

وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الصدق بعينه، لذلك لقّب بالصادق الأمين، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الصدق صلاح كل شئ، الكذب فساد كل شئ.

لذا ببساطة: لا تكذب.

7-حُسن الاستماع ومراقبة الاستجابة:

إنها خصيصة أساسية في القائد الموقر، فحين يتلهي بالحديث مع آخر وأنت تتحدث، أو حين يعبث بالاوراق أو يتكلم بالهاتف فكيف بالله عليك تستطيع أن ترى منه اهتمامًا لتضع ثقتك به. أو حين لا يرمقك ولو بنظرة، أو إشارة وإنما يغمغم بالكلام غير المفهوم.

إن القائد الجيد هو قائدٌ حسن الاستماع يضع كل نظره ويركز أسماعه فما يقوله الآخر، إنه يحترم ليُحترم، فلا ينجرف بالأدوات ولا بأفكاره الداخلية فتزوغ عيناه.القائد يستمع، ويحاور ويطلب الرأي والاستجابة ورد الفعل من الآخرين.

8-اللطف والبشاشة والتواضع:

الابتسامة والوجه البشوش ولُطف التعامل مدخل جميل لبناء علاقة طيبة واحترام ومحبة قد يعقبها بالتكرار والمثابرة ثقة، وإن كان هناك بعض القادة العبوسين (بالفطرة) إلا أنك قد ترى برحابتهم ولطفهم بديلًا عن الابتسامة. في الأحوال الأفضل وفي المواقف اللازمة يحبذ أن تكون باشًا مبتسمًا وحيث يأخذك الموقف وظروفه. (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، 159 آل عمران)

وحول اللطافة عمومًا، قالت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في اليابان عن السعادة أن اللطف كمعاملة وممارسة يومية يُحفز على السعادة.

حيث قامت الدراسة على 175 مشارك طُلب منهم الكتابة عن عشرة أحداث أثرت على نفسيتهم بشكل إيجابي، وخرجت الدراسة بنتيجة أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الذين يتخذون اللطف كنوع من الممارسة اليومية في حياتهم.

وفي التواضع كما نشرت ال"بي بي سي" تحت عنوان: ما الصفة التي يجب أن يتحلى بها القائد الناجح؟ أشارت الى بحث لأكثر من 700 موظف بشركة أمريكية لتقديم الخدمات الصحية، حيث وجدت أن القادة الأكثر تواضعا شجعوا العاملين على الانخراط أكثر في العمل وجعلوهم يشعرون بالرضا عن عملهم. وتم التأكيد أن تواضع القائد يدعم التواصل بشكل أفضل بين أفراد فريق العمل. وللعلم فإن التواضع يمكن الشخص عامة، ويمكن القائد من الاعتراف بخطئه والتراجع عنه.

9- الاحتضان، وتكليف كل شخص بما يطيق ويقدر:

 قلنا أن عمل الفريق يقتضي فهم الامكانيات والقدرات (الهبات من الله في داخل كل شخص) والأدوارالمختلفة لدى أعضاء الفريق، اوالتنظيم.

 فالمنفّذ يفهم أن تعطيه التعليمات ليُبدع بالتطبيق والإنجاز ولكنه لا يستطيع أن يضع خطة مثلًا، وعندما تريد فكرة جديدة تلجأ للمفكر، وتلجأ للمبتكر، وتلجأ للمجدد ليضع لك الأفكارأو يطورها، وحيث يقوم المقيّم أو الناقد بغربلتها وإيجاد الثغرات بها.

 وهكذا ضمن اجتماع الفريق وأنت تضبط الإيقاع فلا تنتظر من شخص الا ما يقدر عليه ما تعرفه بالتجربة، وإن أردت أكثر أجهدت نفسك ببلوغ الغاية عبراحتضان الشخص بحثه على القراءة والتثقيف والتدريب إن ارتبط ذلك مع امكانية أو رغبة كامنة لدى عضو الفريق، وبالقراءة منك أيضًا ما يمكنك من الفهم أكثر.

10-احترام الآخر ورأيه، وتقديره:

إن لم يستمع القائد لك فلن ترى أي دليل على احترام رأيك، أوقد تسحبها على شخصك.

وإن لم يناقشك به أو لم يُشد بالإيجابي منه فكيف يكون التقديروالاحترام؟

وإن لم يذكرك حين الحديث فيما يخصك فما هو هذا القائد؟

الاحترام بوابة قد تكون مفتوحة بين طرفين، أو قد يغلقها أحدهم فتتشكل الثقة أو تنهار.

يقول علماء الإدارة "أن الموظفين/العاملين لا يتركون وظائفهم، بل يتركون مديرين سيئين".

وكما قرأت من تقارير فإن 79٪ من الموظفين/العاملين سيستقيلون بسبب نقص التقدير (غياب الدور القيادي في المنظمة).

11- اعطاء مساحة من الحرية والتفويض للآخرين:

 القيادة الاستبدادية تستمر بالخوف أوبالأوامر حيث قطع الرقاب، أو حيث التهديد بالرزق، ولكن القيادة الانسانية والقيادة الواثقة بنفسها تأخذ بالاعتبار احتياجات الأشخاص المادية والنفسية كما تأخذ آراءهم ومشاعرهم بالاهتمام.

وفي القيادة اللامركزية أو الرحبة وهي التي نراها الأكثر استجلابًا للثقة تحتاج لإعطاء مساحة حرية لمن تكلفه بعمل وفق مبدا التفويض، الذي لا يعفي القائد من المسؤولية.

12-امتلاك الثقافة:

 القائد يجب أن يمتلك الحد المعقول من الثقافة.

 وذلك عبر تحصيل أكبر قدر من المعرفة خاصة في مجاله "ليحصن بها نفسه من الضلال والوهم" كما يقول ابن المقفع ويضيف عن أهمية الثقافة والعلم "فأما العلم فيزينك إليه – فيبلغك حاجتك، وأما الصمت فيكسبك المحبة والوقار".

وعندما يكون القائد عارفًا بعمله وملمًا به وليس(خيال مآتة) أو جثة ألقيت على كرسي، فإن لقاءك به هو يوم احتفاء عام ويوم تترقبه لتنهل من معرفته أو علمه أو حدبه واهتمامه على الأقل، وليس تقريعه وصراخه الدائم وكأنه بذلك يثبت نفسه وسلطته عليك وعلى الآخرين.

13-الدعم بالفكر والنصيحة، والتدريب:

كلنا يعلم الفرق بين المدير والقائد هنا حيث أن المدير هو الذي يقوم بإدارة العمل على أكمل وجه، وذلك في حدود الأدوات التي يمتلكها والخبرة.

ولكن القائد يجب أن يتحلى بالإبداع والرؤية الصحيحة والقدوة، وأن يكون قادر على جمع الكل حول فكرة وهدف وتحفيزهم على تحقيقه، فأنت تحتاج إلى الخبرة والدورات التدريبية ومهارة التعامل مع الآخرين.

إن القائد المهتم بإعضائه أو العاملين معه هو الذي يدعمك حين تحتاج للنصيحة او للتدريب والتثقيف فيزكيك ويدعمك ويراقب تطورك.

14- الانتصاف من العضو وله:

 تتعزز الثقة بالقائد الجيد حين يقف معك عندما تكون مظلوما فينتصف لك وحينما تكون ظالمًا ينتصف منك ولكن بأسلوب لا يقطع ولا يبتر وإنما يوفق ويقرب فتزداد الثقة وتكبر.

15- الحفاظ على الصورة والسمعة:

 من خلال القدوة والربط بين القول والفعل ولأنه (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. الصف3)، لأنها الصورة أو السمعة بتكرار الفعل المتوافق مع الأقوال تتحول مثل "العلامة التجارية"، فيعرف بها فتقول ذاك قائد جماهيري وذاك قائد شجاع وذاك قائد عفيف الفرج واللسان. وتقول ذاك قائد مثابر وذاك قائد مفكر أو مثقف.

 

 

 

 

10 اختلافات بين المدير والقائد

 

08-02-2020 08:30 PM

عمون - يعد الفرق بين المدير والقائد واضحا من حيث المبدأ، ولكن هناك العديد من السمات الشخصية التي تُظهر ما إذا كان الشخص قائدا أم مديرا.

 

الكاتب برتراند ريجادير -في تقرير نشرته مجلة "بسيكولوخيا إي مينتي" الإسبانية- عرّف "المدير" بأنه الشخص الذي لديه سلطة على مجموعة من الناس لتقديم توجيهات حول العمل أو أنشطة معينة، في حين أن "القائد" هو الشخص الذي يرأس ويوجّه جماعة أو حركة اجتماعية أو سياسية أو دينية.

 

داخل المؤسسات أو المنظمات، يمارس القادة والمديرون أساليب إدارية مختلفة جدا. وفيما يأتي عشرة اختلافات بين المدير والقائد:

 

1. كيفية تصور السلطة

يعتبر المدير السلطة امتيازا يمنحه له منصبه القيادي، في حين أن القائد الناجح يستعمل السلطة كأداة مفيدة للمنظمة.

 

ويتصرف مدير العمل على أنه صاحب القرار في المؤسسة، بينما يبحث القائد عما يقدمه لتعم الفائدة على الجميع.

 

2. فرض السلطة مقابل الإقناع

يستمد المدير نفوذه من المنصب الذي يشغله، بينما يكسب القائد تعاطف وتقبّل من حوله. ويؤكد المدير على منصبه في إطار التسلسل الهرمي، في حين يهتم القائد بتنمية قيادته بشكل يومي.

 

3. الخوف مقابل الثقة

يغرس المدير شعور الخوف بين الموظفين الذين يكنون له الاحترام في الظاهر وينعتونه في غيابه بأسوأ الصفات.

 

فيما يمثل القائد مصدر الثقة، ويولد الحماس بين العاملين، ويشجع المجموعة من خلال الاعتراف بالعمل الجيد الذي يقومون به والجهد الذي يبذلونه.

 

4. إدارة المشاكل

يبحث المدير عن الشخص الذي ارتكب الخطأ، ويزرع مفهوم الاعتقاد بالذنب. وفي هذه الحالة، لا يتوانى عن الصراخ والتوعد بمعاقبة المخطئ إذا لم تسر الأمور على ما يرام، وذلك تحذيرا لمرتكب الخطأ وغيره من الموظفين.

 

في المقابل، يعلّم القائد الموظف كيف يتصرف مع الأخطاء، ويسعى لحل المشكلة ومساعدة من ارتكبها على النهوض مجددا.

 

5. التنظيم الفني مقابل التنظيم الإبداعي

يوزع المدير المهام والأوامر ويبقى قائما على عملية الإشراف، على عكس القائد الذي يشجّع على العمل جنبا إلى جنب مع الموظفين، مع الحفاظ على التناسق بين ما يفكر فيه ويقوله ويفعله.

 

والمدير يجعل المهام واجبات، في حين أن القائد يعرف كيفية البحث عن الحافز في كل مشروع جديد، وينشر الرغبة في العمل والتقدم.

 

6. الأوامر مقابل البيداغوجيا

يعلم المدير كيف يتصرف في كل الأمور، بينما يضع القائد أُسس التعلم للقيام بكل مهمة على أكمل وجه.

 

يُخفي المدير الأسباب التي اعتمدها ليحقق النجاح، في حين أن القائد يعمل على مساعدة الموظفين ليتمكنوا من التطور.

 

7. درجة التقارب الشخصي

لا مكان لعلاقة على المستوى الشخصي بين المدير والموظفين، على عكس القائد الذي يعلم كل التفاصيل الشخصية عن فريق عمله.

 

8. مخططات مغلقة مقابل مخططات مفتوحة ومتطورة باستمرار

 

يستعمل المدير عبارة "افعل هذا"، في حين يقول القائد "دعونا نفعل ذلك".

 

ويسعى المدير لتحقيق الاستقرار، بينما يحرص القائد على ترقية المتعاونين معه من خلال العمل الجماعي وتدريب القادة الآخرين. القائد قادر على تكريس مفهوم الالتزام وتصميم خطط ذات أهداف واضحة ومشتركة.

 

9. الالتزام مقابل القيادة

يصل المدير في الوقت المحدد، لكن القائد يأتي دائما أولا. ويكون المدير بانتظار الموظفين، في حين يخرج القائد للترحيب بهم، فهو يريد دائما الحفاظ على وجوده كدليل جماعي يلهمهم الالتزام والود والولاء.

 

10. السلطة مقابل الإلهام

يدافع المدير عن موقفه من السلطة، بينما يجعل القائد الأشخاص العاديين مذهلين.

 

كما أن القائد قادر على إشراك فريقه في مهمة تتيح لهم التغلب عليها وتجاوزها، بينما يريد المدير الحفاظ على امتيازاته على عكس القائد الذي يعطي معنى لعمل وحياة من حوله. (وكالات)

 

 

التعليقات على خبر: كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة

حمل التطبيق الأن